-A +A
حمود أبو طالب
خلال يومي الأربعاء والخميس الماضيين كانت المملكة الحديث الأبرز لوسائل الإعلام العربية والعالمية على خلفية خطاب خادم الحرمين الشريفين بمناسبة افتتاح أعمال السنة الأولى للدورة الثامنة لمجلس الشورى، ثم تصريحات ولي العهد التي مثلت تقريراً تنفيذياً شاملاً عن الإنجازات التي تمت في المملكة على جميع الأصعدة منذ بداية المرحلة الجديدة في إدارة الوطن برؤية مختلفة وتفكير مختلف وأدوات ووسائل وآليات غير تقليدية، خرجت به من دائرة النمطية والترهل إلى الديناميكية والحيوية والتجدد.

وإذا كانت كلمة خادم الحرمين الشريفين قد حددت ملامح السياسة السعودية الداخلية والخارجية وتوجهاتها، فإن خطاب ولي العهد هو تقرير إنجازات مفصل ومدعوم بالأدلة والبراهين والأرقام والإحصائيات التي تثبت أن الرؤية الوطنية ليست أحلاماً وكلاماً مرسلاً وإنشائيات فضفاضة، بل عمل جبار متواصل وأداء محكم ورقابة صارمة تمنع النكوص والخلل والعبث بمسار الوطن الجديد. إنه خطاب الوعي والإدراك أن المواطن شريك حقيقي في التحديات ومن حقه الاطلاع على الحقائق والإنجازات ومعرفة كشف الحساب الوطني ليتبين أين نحن، وماذا حققنا، وماذا نتتظر، وما هو دوره في إكمال المسيرة.


لقد دخلت المملكة في تحدٍ كبير وراهنت على قدراتها وشعبها وإمكاناتها لتكون في مقدمة الدول القوية اقتصادياً والمؤثرة سياسياً والمنيعة أمنياً، ومارست قيادتها سياسة الوضوح والمكاشفة مع شعبها ومع العالم، فليس ثمة ما هو خافٍ أو محجوب أو تتم ممارسته بسرية، إذ لا شيء يستدعي ذلك طالما الأهداف نبيلة والنوايا نظيفة، بعكس ما يحدث في بعض الدول من تغييب للمواطن وتعتيم على طبيعة السياسات التي تنتهجها الحكومات.

لقد أثبت لنا ولي العهد أنه لا يوجد مستحيل عندما تتحد القيادة والشعب في الأهداف وتوجد الثقة المطلقة بين الطرفين، وها نحن قد حققنا في فترة قصيرة ما يعجز الآخرون عن تحقيقه خلال عقود من الزمن.

habutalib@hotmail.com